أم كلثوم، الملقبة بـ"كوكب الشرق"، تركت بصمة لا تُمحى في الموسيقى العربية بفنها الاستثنائي وصوتها الفريد. تميزت بقدرتها على أداء الأغاني الطويلة التي تمتد أحيانًا لساعات، حي كانت تجمع بين الطرب الأصيل والتعبير العاطفي العميق، كما في "الأطلال" و"أنت عمري". تعاونت مع عباقرة التلحين مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب، مما أنتج ألحانًا معقدة ومبتكرة أثرت في تطور الموسيقى العربية. أدخلت مفهوم الارتجال في الغناء، حي كانت تُبدع في كل حفلة بطريقة مختلفة، مما جعل كل أداء تجربة فريدة. كلمات أغانيها، التي كتبها شعراء كبار مثل أحمد رامي، تميزت بالعمق والشاعرية، مما رفع من مستوى الأغنية العربية. أثرت في أجيال من المطربين الذين حاولوا محاكاة أسلوبها، لكن صوتها ظل لا يُضاهى. ساهمت في نشر الموسيقى العربية عالميًا من خلال حفلاتها في باريس ولندن وغيرهما. أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل مدرسة فنية أعادت صياغة الطرب وجعلته تعبيرًا عن الهوية العربية. تأثيرها يمتد ليشمل إحياء التراث الموسيقي وتطويره في آن واحد. حتى اليوم، تُعتبر مرجعًا أساسيًا لكل من يدرس أو يمارس الغناء العربي الأصيل.