في إحدى الحفلات الغنائية لأم كلثوم في القاهرة، لاحظ الجمهور شيئاً غريباً: جرساً ذهبياً صغيراً موضوعاً على المنصة بجانبها. مع بداية الأغنية، حرّكت أم كلثوم الجرس برِجلها بلطف، فأنار ضوء أحمر خلف المنصة!
ساد صمتٌ مفاجئ في القاعة، ثم انفجر الجمهور في ضحك عندما فهموا القصة:
كان هذا الجرس ابتكاراً خاصاً من "الست" لضبط إيقاع الموسيقيين الذين يُسرعون في العزف خلفها! فإذا شعرت أن الإيقاع أصبح سريعاً أكثر من اللازم (وهو ما كانت تكرهه لأنها تفضل الغناء بتمهّل)، تضغط على الجرس فتتوقف الأوركسترا فوراً، ثم تعيد البداية بنفس السرعة التي تريدها.
المفارقة:
- كان الموسيقيون يخافون من "جرس الست" ويُطلقون عليه اسم "جرس الرعب"!
- في إحدى المرات، قال عازف قانون: "كنا نعزف وكأننا نمشي على قشر بيض، لكن الجرس كان يقرع رغم ذلك!"
الدرس:
هذه القصة الصغيرة تظهر دقة أم كلثوم الفنية التي لا تُساوم. حتى في أبسط التفاصيل مثل سرعة الإيقاع، كانت تطلب الكمال، لأنها تعتبر أن الغناء ليس مجرد صوت، بل روحٌ تُقدم للجمهور.
"كانت تسمع الخطأ قبل أن نرتكبه!" — عازف كمان في فرقتها.
هل تعرف أن هذه العادة استمرت معها حتى نهاية مشوارها؟ ففي حفلة "ألف ليلة وليلة" عام 1969، أوقفت الأوركسترا 3 مرات لأن الإيقاع لم يكن "يُغني معها"!